باب أبي الجنود: الحديثة والأثرية
في هذا المقال سنحاول التقرب من باب تعتبر رمزا من رموز العاصمة العلمية للمملكة، وأكثرها جمالا وأناقة وجذبا للزوار من مختلف أصقاع العالم. باب بوجلود أو باب أبي الجنود، هي الباب التي تتيح للراغبين في الولوج إلى عمق المدينة العتيقة عبرها ومرور بالطالعة، تتيح لهم رؤية مئذنة مسجد سيد اللزاز، التي كان يعلوها عش طائر اللقلق في الصور القديمة، وعلى يسارها مئذنة المدرسة البوعنانية البوعنانية الشهيرة، وكأنها تشوق الزائرين لما هم بصدد اكتشافه من روائع وتحف المدينة العتيقة.
في حقيقة الأمر، تسمية "بوجلود" هي تحريف لكلمة "بوجنود" أو "أبي الجنود"، وباب بوجلود، كما يطلق عليها الآن، هي واحدة من البوابات الأكثر شهرة والأكثر تمثيلا في فاس على الرغم من أنها بنيت مؤخرا، وذلك لأنها بنيت وفق نمط مختلف عن الأبواب الأخرى في المدينة القديمة، وزينت بالفسيفساء الأزرق البراق من الخارج، بينما اختير للواجهة الداخلية اللون الأخضر.
في ديسمبر 1912، تقرر فتح باب في الأسوار، وإنشاء باب بوجلود الجديدة، لفتح طريق بين بوجلود وفاس الجديد، ولتنفيذ المشروع تم هدم ثلاثة متاجر للحبوس، بعد اتفاق بين القائد الفرنسي ميلييه والشريف مولاي الطاهر العلوي.
انطلقت أشغال تشييد الباب في أوائل سنة 1913، ودامت سنتين لتنتهي سنة 1915. وكانت للباب تسميات مختلفة، كما نرى على بطاقات بريدية تعود لتلك الفترة، وهي باب المجلس (لأنها بنيت بناء على مبادرة من المجلس الأول لمدينة فاس) الباب الجديدة، وباب بوجلود الجديدة، قبل أن تأخذ اسمها الحالي "باب بوجلود".
هناك باب أخرى توجد بجانب باب بوجلود الحالية، ويمكننا رؤيتها على يسارها قبل الدخول إلى المدينة العتيقة، وهي باب بوجلود الأولى التي يعود تأسيسها للقرن الثاني عشر ميلادي، وتؤدي إلى الطالعة وزاوية قصبة النوار. هي باب تقليدية مغلقة كانت تسمح بالمرور مباشرة لسوق الطالعة الكبيرة، لكن الباب الجديدة أخذت منها الأضواء وصار الجميع يشير بتسمية باب بوجلود للباب الحديثة، ونسبة كبيرة من سكان فاس وزوارها لا علم لهم بوجود باب بوجود الأصلية.
المصدر: من هنا