مدرسة السبعين: انبعثت من بين الأنقاض
تحدثنا في مقال سابق عن مدرسة الصهريج الجميلة بعدوة الأندلس بفاس البالي، وذكرنا أنها واحدة من المدارس المرينية المهمة والمجاورة لجامع الأندلس. لمدرسة الصهريج شقيقة صغرى تابعة لها هي مدرسة السبعين، التي انبعثت من بين الركام، سنحاول تسليط الضوء عليها في هذا المقال.
تقع مدرسة السبعين شرق مدرسة الصهريج، وكانت مخصصة لسكنى طلبة القراءات السبع، لذلك سميت باسمها هذا. كما سميت بمدرسة الأساتيذ ومدرسة التجويد في الوثائق القديمة، وكذا المدرسة الصغرى، فيما كانت تسمى مدرسة الصهريج المدرسة الكبرى.
أسس المدرسة ولي العهد المريني آنذاك "أبو الحسن المريني"، عام 720هـ/ 1321_22م، في نفس فترة تشييد شقيقتها مدرسة الصهريج، لكنها كانت أصغر حجما، وتعتبر ملحقة بها.
تصميم مدرسة السبعين بسيط جدا، فهي عبارة عن ساحة محاطة بأربع واجهات مسقفة، ولها طابق علوي، وحجرة الدرس والعبادة بها قوس في قبلتها عوض المحراب، كما تحتوي على بعض الغرف. عانت كثيرا من الإهمال والنسيان حتى تصدعت جدرانها وانهارت بعض أجزائها، لكنها خضعت مؤخرا لعملية ترميم أعادتها للحياة وبعثتها من بين الأنقاض.
الباحث: الطيب عيساوي
المصادر:
محمد المنوني، ورقات عن حضارة المرينيين، ص 240.
مزاحم علاوي الشاهري، الحضارة العربية الإسلامية في المغرب (العصر المريني)، ص 217.
روجي لوتورنو، ترجمة الدكتور نيقولا زيادة، فاس في عصر بني مرين، ص 29.