قصر الكلاوي: من أرقى قصور فاس على الإطلاق
تعود ملكية قصر الكلاوي لباشا مراكش خلال حقبة الحماية الفرنسية على المغرب "التهامي الكلاوي" (1878–1956 م)، السياسي المتحدر من عائلة تنتمي لقبيلة كلاوة الأمازيغية قرب ورزازات جنوب المغرب. عرف بثرائه الفاحش وبامتلاكه لعدة قصور فارهة ومبنية على النمط المغربي الراقي.
بني قصر الباشا الكلاوي في بداية القرن التاسع عشر في حي الزيات، وكان بمثابة مقر لإقامته عندما يحل بمدينة فاس. تبلغ مساحته 13000 متر مربع، وتوجد خلف أبوابه ونوافذه البالغ عددها 4001 العديد من الغرف غير المتشابهة، وعدة نوافير، وحمامين تقليديين، وحديقتين كبيرتين، ومقبرة، وفرن، ومرآب كبير. هذا الأخير يحتضن إلى اليوم أول سيارة إنجليزية دخلت المغرب وهي عبارة عن "بريستول" مدرعة، تبرع بها "ونستون تشرشل" للكلاوي، وفي مقابلها أهداه الكلاوي حصانين عربيين أصيلين.
يحتضن القصر عدة غرف، منها غرفة أعدَّها الكلاوي خصيصا للمقيم العام الفرنسي "ليوطي"، وتحتوي على حمام حديث، وتتميز بزخارفها المتنوعة.
بعد وفاة الباشا الكلاوي سنة 1956، تمت مصادرة جميع ممتلكاته لبعض الوقت، ثم عادت لملكية الورثة بعد ذلك، لكن القصر بحاجة اليوم إلى الإصلاح والترميم من أجل بث الحياة فيه، فجدرانه وزخارفه البهية التي مازالت تحافظ على جماليتها ورونقها تعد من أجمل ما أبدعت أيدي الصانع الفاسي، ومازالت مرافقه تأسر زواره رغم مرور عشرات السنين على تشييده.
المصادر: