مدرسة الصهريج العتيقة

مدرسة الصهريج العتيقة
مدرسة الصهريج العتيقة
مدرسة الصهريج العتيقة
مدرسة الصهريج العتيقة
مدرسة الصهريج العتيقة
مدرسة الصهريج العتيقة
مدرسة الصهريج العتيقة

امتاز العصر المريني بالعمارة البديعة والاهتمام المتزايد بالجانب العلمي والثقافي، فشهدت حقبة المرينيين تشييد العديد من المدارس في عدد من المدن المغربية، وحظيت فاس نظرا لطابعها العلمي بغالبية هاته المدارس، وزاد إشعاعها بين مدن المغرب العربي بل والعالم الإسلامي ككل كمنارة للعلم والمعرفة.

وبذكر المدارس العتيقة بفاس، يتجه تفكير القارئ نحو مدرسة العطارين والمدرسة البوعنانية، لكن فاس تضم داخل أسوارها عددا كبيرا من المدارس التي كانت تحتضن الطلبة على مر العصور، ومن بين هاته المدارس نجد مدرسة الصفارين والمدرسة المصباحية ومدرسة الشراطين، زيادة على مدرسة فاس الجديد ومدرسة السبعين والصهريج... وسنتحدث في مقالنا هذا عن مدرسة الصهريج الواقعة بعدوة الأندلسيين بفاس البالي.

تقع مدرسة الصهريج غربي جامع الأندلس، وغلب عليها اسم "مدرسة الأندلس" كما سميت بالمدرسة الكبرى بينما سميت شقيقتها مدرسة السبعين بالمدرسة الصغرى، واتخذت المدرسة اسمها الأخير  إشارة الى الخزان المائي المستطيل الشكل الذي يتوسط فناءها. أسسها ولي العهد أبو الحسن بن السلطان أبي سعيد عثمان بن يوسف بن عبد الحق سنة 721هـ/1321م، وشيدها على أرقى طراز، وقد كانت تكاليف إنشائها باهضة آنذاك إذ فاقت المئة ألف دينار. وبنى حولها سقاية ودار وضوء وفندقا لسكنى الطلبة، كما جلب إليها الماء من عين خارج باب الحديد.

فن المعمار الذي اعتمد في تشييد وتزيين المدرسة لا يختلف كثيرا عن باقي مدارس فاس المرينية، حيث الأبواب والأسقف الخشبية المحفورة بعناية شديدة ومزينة بأشكال هندسية فائقة الجمال، تتمازج مع الأرضيات والجدران المرصعة بالزليج المتناسق الأشكال والألوان، وكذا اللوحات الجبسية المنقوشة بدقة، وتكتمل اللوحة الفنية بصهريج الماء الذي يزيد المدرسة حسنا وبهاء.

تنتظم غرف الطلبة بالجزء العلوي للمدرسة وتحتوي على نوافذ تطل على فنائها. وتنتظم حول هذا الفناء الوسطي قاعة للصلاة، وثلاث أروقة وحجرات للطلبة.  تشغل قاعة الوضوء الجزء الجنوبي الغربي بينما فتح باب الدخول في جدار السور الغربي وألصقت بها فتحة باب تؤدي إلى نافورة وإلى مراحيض.

تعرضت المدرسة للإهمال لسنوات، فانمحت بعض نقوشها وطمست بعض زخارفها، كما تهشمت الباب المؤدية إلى فنائها، وتداعت جدرانها. وكانت مغلقة متآكلة في بداية القرن العشرين، كما أورد "روجي لوطورنو" في كتابه "فاس قبل الحماية". لكنها خضعت لعملية ترميم خلال فترة الحماية الفرنسية أعادت لها رونقها، وأهملت مجددا إلى أن رممت من قبل وكالة تنمية وتأهيل فاس، وصارت تابعة لجامعة القرويين ومفتوحة في وجه الطلبة.

المصادر:

محمد المنوني، ورقات عن حضارة المرينيين، ص 240.

روجي لوطورنو، فاس قبل الحماية، ص 208.

علي بن أبي زرع الفاسي، الأنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس، ص 412.

مزاحم علاوي الشاهري، الحضارة العربية الإسلامية في المغرب (العصر المريني)، ص 214.

المصادر الإلكترونية:

هنا   وهنا   وهنا   وهنا